أفضل شخصيات أنمي Hellsing
في أي صناعة بصرية إن كان أنمي أو أفلام أو مسلسلات وعند طرح أي شخصية مليئة بالغموض يجب الاستعداد لمناقشة ماضيها لإثارة عقلية المشاهد، ومعرفة المغزى من تصرفاته أو الدافع الذي جعله على هذه الهيئة، ف إن كان شريراً فما السبب؟ وإن خيراً فما السبب؟
ويوجد أمثلة كثيرة لتلك الأمور وتم مناقشتها بشكل رائع في أنمي ناروتو وغيره من مسلسلات وأفلام رائعة عديدة، لكن هذا الأنمي كان غير ذلك وتم الغوص بأعماق النفس البشرية بشكل فلسفي وممتع جعل جميع متابعيه يسألون بعد طرح ماضي شخصية آلكارد هل نحن كنا نتتبع ونشاهد وحش عديم الرحمة أم عبارة عن إنسان يسعى للموت بشتى الطرق من أجل إنهاء حياته بكل عذابها؟
دعونا نرجع قليلاً إلى الوراء، إلكارد عندما كان عبارة عن طفل متشدد دينياً (نتحدث عن الأنمي) تم خذلانه من قبل ربه عندما تم غزو بلاده وتدميرها من قِبل العرب والاعتداء عليه جنسياً من قِبلهم (نعم أعرف أنه كالعادة تم إظهار العرب بشكل سيئ) ودمر رمزه الديني أمام عينيه فماذا قال "إلهي أنا لن أصلي من أجل الرحمة" وهنا أيقن أنه تم نبذه من تحت أجنحة الرحمة الإلهية، وقام بالقتال والقتال.
قال من أجل الرب واستعادة رحمته باقتباس "عندما نقاتل نكثر من الصلاة، الرب لن يساعد هؤلاء الذين لا يساعدون أنفسهم، الدعاء من أجل الرحمة هو توسل، قاتلوا وسينزل من جنته من أجلنا، تحطموا وموتوا واقتلوا وسينزل علينا القدس من جنانه"
وكلنا نعرف أنّ القدس هي مرقد العديد من المعجزات والأنبياء وهي المدينة بنظر أيّ مسيحي التي تعدّ مملكة الجنة على الأرض الخالية من الخطيئة والعذاب والألم.
وإلكارد أراد صناعة العالم الذي خسره بالعمل والإرادة بطريق معبد بالدماء والموت، "سينزل علينا من أجلنا نحن المثيرون للشفقة أنا" ركزوا هنا على كلمة أنا - المثير للشفقة.
ومن هنا نرى أنه كان من أجل استعادة نفسه وعالمه الذي خسره منذ زمن من أجل مصلحته الخاصة، وقام باستعمال أهله وشعبه حتى الأطفال والعجائز والنساء، الذي نصب نفسه عليهم ملكاً وفرضت عليه حمايتهم فخسر الجميع وخسر كل شيء.
عندما هزم مرة أخرى ف لم يرَ خياراً سوى أن يتحول إلى وحش مدمر منتقم من البشر يستحقر ضعفهم الذي كان عليه سابقاً فتمت هزيمته مرة أخرى من قِبل عائلة هيلسينج وتم استعباده من قِبلهم.
"ابراهم فان هيلسينج" قال له (لقد خسرت كل شيء يا ملك اللاحياة لم تعد تملك أي شيء)
وهنا نرى نقطة دمار هذا الشخص وهذا الوحش أصبح كياناً ميتاً من دون مشاعر تم سحق بشريته وتم سحق وحشيته فوجد "إنتجرا هيلسينج" هذه المرأة التي وجد فيها الإله الذي فقده.
عند متابعة هذه الأحداث يمكننا التعمّق أكثر بهذه الشخصية الرائعة، وهي الأفضل من ناحية الحبكة والأفضل كتابياً بين عديدٍ من الأنميات التي تابعتها في العقد الأول من هذه الألفية وهذا الأمر الذي جعل Hellsing يكون أفضل أنميات العشرون سنة الماضية، إن لم يكن الأفضل (نحن نتحدث بفئة الأنميات الموسمية القصيرة) تحت إنتاج أستوديو Madhouse بإخراج وإنتاج وموسيقا وأوستات أوبرالية تناسبت بشكل رائع مع الأجواء السوداوية والدينية بالعمل الذي من المستحيل أن يتكرر مثله.