مراجعة أنمي موشيشي Mushishi
أنمي Mushishi مراجعة
لا يوجد مكانٌ لا ينتمي إليه أحدنا ، أنت تنتمي لهذا العالم إينما رحلت
عالمٌ خيالي غامض جميل يعيش بيننا كائنات لطيفة براقة واحياناً عني*فة متو*حشة كالطبيعة من حولنا لا يراه الناس العاديون ، اسمها موشي .
موشيشي هو أنمي فيه شخصية رئيسية واحدة فقط تدعى"جينكو" ، يقدم من خلالها مونولوج طويل و جاد و محيّر للعقل ، يدفعك من خلال الغموض والفضول لمعرفة اللغز التالي دون أن تشعر بأي ملل.
غاية Ginko هو السفر من مدينة إلى أخرى ، والبحث عن ظاهرة تسمى "موشي" وتأثيراتها على الإنسانية والطبيعة . كما أنه يساعد القرى المختلفة في التعامل مع أي مشاكل قد تواجههم. ينظر جينكو للموشي على انه شيئاً ليس صالحاً أو شريراً ، بل إنها موجودة فقط مثلنا أو مثل أي شيءٍ آخر في هذا العالم
يدرك جينكو حقيقة البشر والموشي معاً ، لطالما كانت كلمات بطلنا مدروسة بعناية يغلب عليها صوت العقل .
و بدفعةٍ من الثقة التي يمتلكها ينقل معرفته للآخرين عن عالمٍ واسع مجهول أياً كانت هذه المعرفة فقد تحمل خبر مو*ت أو نذير كارثة أو قد يخدع الآخرين أحياناً ، لاشيء يوقفه عن أداء عمله حتى إذا اضطر لتحدي طبيعته الخاصة
شخصية حكيمة جداً وذكية لكنها ليست معصومة عن الخطأ
جينكو قُدِّرَ له السفر والترحال وفي رحلاته ، نجد الرغبة الكبيرة لديه نحو المعرفة و فهم قوانين وأسس العالم ، يقوم بتحليل وفهم ما يحيط به ثم يقدم مشورته بحكمة ومسؤولية بعيداً عن التهور والاحكام المسبقة .
عالم موشيشي عالم واسع مترامي الأطراف ومعقد ، جميع الكائنات فيه المرئية وغير المرئية تؤثر على بعضها البعض كأنها تتموج كدوائر على سطح بحيرة الحياة الهادئة
يثير هذا العالم العديد من الافكار دون سؤال مباشر قد تكون الصور والمؤثرات الصوتية أحيانا بمثابة نص يشرح الموقف أو اللغز
موشيشي أحد القصص الاكثر جمال وأصالة في تاريخ الانمي
فيها دروس ثمينة عن الحياة تقدم بطريقة روحانية جميلة يتحدث أيضاً عن موضوعات الخسارة واليأس والتضحية بالنفس والمعاناة والمأساة والروابط العائلية و الموت دائمًا قاب قوسين أو أدنى.
معظم الحلقات دراما شريحة من الحياة مليئة بتفاصيل واقعية من الحياة تقدم قصص وحكايات شيقة ومثيرة بوقت قصير يمكن تقديم كل حلقة على أنها حكاية منفصلة مليئة بافكار قوية وجميلة
يجب أن نذكر أن موشيشي احد الاعمال التي تتناول الفلكلور والفن الياباني بمستوى عالي من الاحتراف والإبداع .
كل حلقة هي لقاء واحد بين البشر والموشي .
قد تلاحظ أثناء متابعة الانمي أنه لايصف أية حادثة أو كائن بجيد أو شرير
ليس هنالك أبيض أو أسود هنا الموشي ليسوا حيوانات ذات أسنان حمراء تسعى للقت*ل بأعداد كبيرة. البشر ليسوا متو*حشين جشعين مصممين على حرق الأرض. كلاهما مجرد كائنات تحاول البقاء على قيد الحياة في نفس المكان وفي نفس الوقت. لا مفر من أن يتقاطعوا ، وأن يكون لديهم مصالح متضاربة ، وأن يستخدموا بعضهم البعض ، وأن يؤذوا بعضهم البعض ، فهذا هو البقاء.
لا يشوه موشيشي صورة البشر ولا الطبيعة حيث سبب الكوارث ليس جشع البشر أو انحطاط أخلاقهم أو انتقام الطبيعة و غضبها ، إنما السبب هو فقط عدم الفهم الصحيح والجهل . لكن يجب أن تكون مستعداً فاحيانا تحررك المعرفة و أحياناً تحبطك و في أوقاتٍ أخرى قد ترعبك .
يمنحنا موشيشي دفعة صغيرة لفهم عالمنا من خلال الإشارة إلى أنه بصفتنا الأشخاص الذين لديهم القدرة على التفكير والفهم فإن مسؤولية تخفيف الضرر الذي يلحقه البشر (والأضرار التي تلحق بالبشر) تقع على عاتق البشر .
الموشي هي تجسيد لما قد تكون عليه الطبيعة مستقر غامض ولا يبالي بنا باي شكل من الاشكال بدون حقد او عطف .
رأيت الكثير من الانتقادات لموشيشي مثلاً على أنه ممل أو أنه قد خلق عالم سحريا من دون قواعد ، أو أن الشخصيات عامةً " عدا البطل " يمكن استبدالها ، لكن بنظري الإنتقاد الأكبر قد يكون طبيعة الأنمي العرضية حيث كل حلقة تقدم قصة منفصلة بنهاية متوقعة عاطفية و
بالنسبة لي أعتبر هذه الأمور تغيير لطيف عن الانمي المعتاد .
رسم وتحريك سلس جداً ، مميز و اهتمام حقيقي بالتفاصيل ، أما الخلفيات متعة بصرية حقيقية .
من أول حلقة يصور لك الانمي عالماً واسعاً براقاً يلفت الأنظار ، يمثل كل مشهدٍ لوحةً فنية تتنوع ألوانها بشكلٍ كبير وتنبض بالحياة.
و تستخدم الإضاءة لتقوية التاثير ، سواء كانت أشعة الشمس تتدفق عبر طبقات من أوراق الشجر و الضباب أو لهب شمعة يكافح لإضاءة منزلٍ قديمٍ مظلم. و خلال هذه اللوحات يتم تقديم الموشي بشكل مبدع كمزيج غريب من المألوف ، الرسوم المتحركة بشكل عام ممتازة ، يبدو أن الانمي استطاع تقديم صور لفهم شيئ غامض وإحضار شيئ يبدو غير معقول الى عقل المتابع.
ويضيف الى تصميمات الموشي بعض المصداقية حيث يمكن اعتبارهم أشباحًا ووحوشًا أو الأساطير من عالم مجهول قد وجد عبرالتاريخ في خيالات البشر وقصصهم .
وبما أننا وصلنا إلى شكل الموشي فأغلبها كائنات عديمة الشكل تندفع في الفضاء ، و حشرات فسفورية تتنقل على طول الأرض ، وثعابين كبيرة بلا أرجل تلتف نحو السماء. يأخذ بعض الموشي شكل ظاهرةٍ طبيعية ، كقوس قزح حي ينف*جر من الأرض ، أو سحابة تتحرر وتتوسع وتطفو بعيدًا
هذا العالم الغريب المهيب قادر على تقديم الإلهام و الدهشة والخوف للمتابع . هدوء البيئة والطبيعة مثير للإعجاب دائمًا بطريقة بسيطة .
استخدم موشيشي مجموعة مختلفة من المؤثرات الصوتية البسيطة لكن الفعالة فتارةً تراه يستخدم جوقة من أصوات الطبيعة و تارةً أخرى ازيز الحشرات أو أصوات الثلج المنجرف أو هدوء الجبال و أصوات رياح أو الصمت للتعبير عن رهبة ووحشة المشهد .
يتخلل هذة الجوقة احيانا عزف البيانو الهادئ أو تتسارع وتيرة الموسيقى لتكون نذير خطر أو نهاية مؤلمة أو لوصول كائن موشي معين ، النتيجة هي غمر المتابع بعناصر صوتية ومرئية لتنقل له مشاعر الترقب والقلق أو الحزن أو الفضول لكن أغلب الموسيقى التصويرية في هذا العمل غالبا تكون يابانية تقليدية
الأداء الصوتي يقوم ممثلو الصوت أيضًا بعمل رائع في التعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر دون المبالغة في ذلك بدون أداء مبتذل و استطاعوا بنفس الوقت الحفاظ على الشعور السلمي و الجو الهادئ لموشيشي. لايمكن وصف الأداء الصوتي باقل من ممتاز وواقعي.
جودة القصة المثيرة و الغامضة و السرد و الشخصيات المبنية جيداً بعيداً عن التكرار والمنتجات الاستهلاكية حيث تجاوز ثقافة البوب القائمة على الترفيه فقط رسم ابداعي يدوي كلاسيكي بدون لمعان وجوه مبالغ به ولا فقاعات تحيط بالشخصيات يشعرك الرسم بواقعية الشخصية وملامستها للحياة عمل بالكامل بدون ايتشي أو فان سيرفس . أنمي ليس مخصصاً لعشاق الرومانسية والحركة والاكشن والقتال وتناثر الدماء .
إذا وجدت موشيشي أنميً رائعًا وقد أحببته تمامًا" ، فسأفهم ذلك و إذا وجدت موشيشي مملًا للغاية ، فسأفهم ذلك تمامًا. فهو لا يناسب الجميع ، لكنه بنظري جميل ويستحق المشاهدة
إرسال تعليق على: "مراجعة أنمي موشيشي Mushishi"