مراجعة أنمي كايجي Kaiji الجزء الأول

 


 فرغتُ أخيراً من مشاهدة الجزء الأول من مسلسل الأنيمي "كايجي"، وقد طالما سمعتُ أصداء عنه منذ انطلاقه عام 2007، لكني لم أتحمَّس لمشاهدته بسبب رسوماته الغريبة. والآن بعد أن دخلتُ عالم المسلسل اكتشفتُ أيَّ مغفلٍ كنتُه، وأن أسلوب الرسم الغريب الذي نفَّرني منه هو في الواقع من أبرز عناصر قوَّته.


■■■■___♣︎___■■■■



■■■■___♣︎___■■■■


تُعَدُّ مشاهدة "كايجي" تجربةً غريبةً وفريدةً في نوعها حتى عند عشاق الأنيمي والمتمرِّسين في مشاهدته، وذلك بسبب الأسلوب المتفرِّد في الرسم والإخراج، فضلاً عن محتوى القصة المبني على ألعاب القمار، وعلى التعمُّق البديع في نفسية المقامر مع إسقاطات فكرية وفلسفية جديرة بالتأمل.


■■■■___♣︎___■■■■


في مسلسل "كايجي" نحن على موعد مع قصة واقعية تماماً تخلو من الخيال والقدرات الخارقة، لكننا على موعد كذلك مع أسلوب فني يقوم على المبالغات الشديدة في التعبير بالرسم والإخراج، وهي مبالغاتٌ قد تبدو ممجوجةً في مسلسلات أخرى لكنها في "كايجي" بالذات تبدو ملائمة ومبرَّرة تماماً، ومن شأنها أن تُلحِق المسلسل بـ "الكلاسيكيات" الخالدة التي لا تبلى بمرور الزمن.


■■■■___♣︎___■■■■


يعتمد أسلوب الرسم على الزوايا الحادة والانكسارات، وعلى إلغاء الانحناءات والخطوط الانسيابية ما أمكن ذلك، وهو اختيارٌ يوحي بحدَّة المواقف وأن الأمور هي بحقٍّ "مسألة حياة أو موت".


■■■■___♣︎___■■■■


وما دامت قصة المسلسل مبنيةً على ألعاب القمار فهي غير معتمدةٍ على الآكشن، لذلك تم تعويض الإثارة الحركية بفنون من "الإثارة النفسية" تعتمد على المبالغة في تصوير حركات بسيطة (وضع ورقة على الطاولة مثلاً)، وكذلك على الطرق المعروفة في فن الأنيمي مثل الموسيقى التصويرية المفعمة بالتوتر، والتمطيط في المشاهد لإبراز مدى الارتباك، وأيضاً على التلاعب بالألوان والتركيز الشديد على العيون.


■■■■___♣︎___■■■■


ومما يضاعف من كمية التوتر في المسلسل أن المؤلف يكشف لنا عن حقيقته شيئاً فشيئاً، ليتجلى لنا أنه ليس من نوع المؤلفين الذين يُشفقون على شخصياتهم، ويُنقذونهم من كل مأزقٍ بحيل وحبكات متكلفة. بل هو مؤلفٌ قاسٍ لا يرحم، وغير معنيٍّ بالإبقاء على شخصياته، ولا يتردد في إلحاق الضرر الشديد بها مهما كانت رئيسية، بل وقتلها ببساطة ودون تردد!


■■■■___♣︎___■■■■


قرأتُ أن مؤلف "لعبة الحبار" اعترف باقتباس فكرة مسلسله من "كايجي"، وذلك واضح تماماً، لكن الفرق بين المسلسلين هو تماماً كالفرق بين الأستاذ المقتدر والتلميذ السائر على خطاه.


■■■■___♣︎___■■■■


متشوقٌ لمشاهدة الجزء الثاني، وأشعر بالأسف لأن استوديو "مادهاوس" اكتفى بـ 52 حلقة فقط، ولم ينتج كامل المانغا…


■■■■___♣︎___■■■■
أنس سعيد محمد (المغرب)
■■■■___♣︎___■■■■



إرسال تعليق