شخصية يوهان ليبرت في مسلسل وحش Monster تتأثر بقصة وحش بدون إسم !

تحليل شخصية Yohan Libert

   من المؤكد أن مسلسل أنمي وحش Monster من بين الأعمال الفنية اليابانية الأكثر تأثرا وتشبتا بالأفكار الفلسفية العميقة، والمسائل الأخلاقية التي يستصعب على العقل إدراكها.

   فبطل مسلسل وحش "يوهان ليبرت" يجسد مقام العدمية ومذهبها بكيفية واضحة لا غبار عليها، لدرجة يرى البعض أنه في كينونته البشرية كمثل نيتشه الأعلى.

البناء الدرامي لشخصية يوهان ليبرت

   يشكل تحليل البناء الدرامي لشخصية يوهان أهم نقطة ينبغي دراستها؛ فإسم الشخصية يكون بأهمية بالغة، حيث منه يعي الإنسان بذاته وهويته، فيعي أنه هو هو، كما أعي أنا بأنني أنا، فضلا عن كونه مدخلا للوعي بالعالم الخارجي وسلوكه تجاهه، فبقدر أهمية الإسم تشتد خطورته على تكوين شخصية الإنسان.

   

   فالبنسبة لتسمية يوهان، فالكاتب قدم إيحاءات في مواضع كثيرة، تفيد بأن هذا الأخير نشأ بدون إسم، وأنه قدف به وهو مفتوح العينين في مكان يقتل في الإنسان كل خصيصة فردية، وهو ما يفسر جليا تأثر الكاتب بقصة "وحش بدون إسم".

فالإسم إذا دلالة على هوية الإنسان وكينونته، لن يقبل أحد أن يكون بدونه، أو أن ينتزع منه.

سبب نزعات يوهان العدمية وميوله الإجرامي

   إن كاتب القصة يسعى للربط بطريقة غير مباشرة بين الإسم والعدم، كأنه يريد أن يقول بأن انعدام الإسم هو السبب الحقيقي وراء نزعات يوهان العدمية وميوله الإجرامي؛ حيث لا وجود لأي كائن على أرض الواقع بدون إسم، وأن من يفتقد إسمه يظل ينظر إلى العالم من خارجه.

   فلا عجب إذا وجدنا من لا إسم له يعبث بالناس كما يعبث الصبي بصف النمل، متخدا في إنهاء هذا العالم هدفه الوحيد، والبقاء فيه وحيدا، لتأمل الخراب الملحق بالإنسان والأرض، دون أن يشاركه أحد ذلك المنظر على الإطلاق.

أنس سعيد محمد (بتصرف)

بإمكانكم مشاركتنا بآرائكم حول الموضوع عبر التعليق في المكان المخصص أسفله.

○ نرجو أن يكون هذا العمل في منتهى تطلعاتكم.