يعتبر أنمي الهجوم على العمالقة الأكثر جدلا ونقاشا في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية خاصة في هذه السنوات الأخيرة، خاصة في سنة 2021.
ولقد استغله بعض صانعي المحتوى في اليوتيوب عن طريق الركوب على الموجة التي أحدثها لتحقيق مزيد من الربح، عبر عناوين مختلفة، فهناك من أيد وهناك من عارض، وأغلبهم لم يطلع قط على حلقاته، بل هناك من لا علاقة له بمجال الأنمي.
قد تختلف الأفكار المرسومة حول هذا الأنمي في عدة مواقف وقد تجتمع في مناسبات عديدة، و تبقى الفكرة فكرة قابلة للنقاش ما دامت تحتوي على عِلل منطقية.
من بين الأفكار التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي وكذا المواقع الالكترونية نجد مايلي:
• أن العملاق المهاجم يمكن تصنيفه كتحفة أسطورية، أو كأنه عمل أسطوري نادر، والتماشي مع هذا القول كحقيقة واقعية لا تقبل الزيادة ولا النقصان.
• أن هذا الأنمي جيد، لكن بدرجة لا يرقى إلى وصفه بالتحفة.
هذه كلها وجهات نظر نسبية يمكن إثبات عكسها باستنباط ما يضاهيها من العلل، إلا أنها في نفس الوقت قد غزت وأثرت في عقول حديثي العهد بالأنمي، حيث تلقوها من أسلافهم كحقائق ثابتة.
○ خرج أنمي أتاك أون تيتان إلى الوجود سنة 2013، بفكرة أساسية جيدة، إلا أن ما أخل بها هو طريقة سير الأحداث، حيث كانت غير مناسبة، وهذا ما سنوضحه.
○ من المعلوم أن الأنمي أتاك أون تايتن مقسم إلى أجزاء، فهناك الجزء الأول والثاني والثالث والرابع.
• الجزء الأول: هو الجزء الرائع في الأنمي، لذلك فهو يبقى جيد جدا.
• الجزء الثاني: هو جزء خيب آمال كثير ممن استمتعوا بالجزء الأول.
• الجزء الثالث: ينقسم إلى قسمين - من المفترض لدى المتابع أن تتضح فيه أسرار هذا العالم ويجده يفك غموض وخباياه، لكن المتابع لم يجد سوى أجوبة قليلة ومحدودة، حيث بعد التخلص من مشاهدته لا زالت بعض أسرار العمالقة وأسرار هذا العالم ككل غامضة وصعبة الفهم.
وهنا ينبغي التمييز بين ما إذا كانت هناك ألغاز وأسرار معقدة وصعبة الاكتشاف، وبين واقعة أخرى وهي أن القصة لا تسير إلى الأمام لمدة ثلاثة أجزاء كاملة، بقي فيها المتابع دون فهم لواقع ما يجري.
والمثير للأسف أن الجزء الرابع هو الأخير، فكيف سيتم تبرير أو على الأقل توضيح العديد من المواقف المجهولة وغير المفهومة في جزء واحد وفقط؟!
من الواضح جدا أن هناك خطأ فادح في طريقة سير أحداث الأنمي، حيث يسير بطريقة غير معقولة وحتى المتابع لن يجد في وقت ما في تتبع حلقات الأنمي الأسباب التي ستساعده على مشاهدة كل حلقات الأجزاء، وهناك من سينصرف دون إنهائه.
• الجزء الرابع: وهو الذي أحدث ضجة كبيرة هذه السنة بالتحديد (2021)، وهو مادفع الكثير إلى القول بوصفه بأنه أسطوري.
○ إن قلة التفسيرات والإجابات التي تسود الأنمي تجعل المتابع غير مرتبط بشخصيات هذا العالم، فالواضح أن الكاتب نفسه عاجز على فهم شخصياته، ما جعلها مجرد كائنات مظهرية غير مثيرة ولا ممتعة، وهذه النقطة بالذات نعتررها نقطة ضعف تشوب بناء الشخصيات، وهو ما لا يفترض في أنمي ذو فكرة جيدة في الأساس.
ونستدل في ما قيل عن الشخصيات بالشخصية البطل "إيرين ييغر"، هذا الأخير الذي لا تليق به حتى صفة البطولة لكونه غير مميز طوال الأجزاء الثلاثة من الأنمي، إذ يظهر مثله مثل باقي الشخصيات. وهذا يكشف عن جهالة الكاتب بهذه الشخصية وفكرتها وماذا تريد، فالظاهر أن الكاتب بدوره -إلى جانب المشاهد- يحاول فهم هذه الشخصية بالرغم من أنه هو صانعها، وفي ذلك تناقض غير لائق.
○ مع بداية الجزء الرابع والأخير من الأنمي نصطدم بحواجز سميكة تفصلنا عن فهم ما يجري؛ حيث يتعلق الأمر بالحلقة الأولى من هذا الجزء، بالرغم من كونها مستحسنة إلا أنها أتت بأشياء غير مألوفة، فهناك حرب واقعة لا نعلم بدايتها ومن أين أتت، مع ظهور شخصيات جديدة لا نعلم منها سوى راينر براون، وهو ما دفع العديد من المتابعين إلى الخروج من المشاهدة إلى البحث في الإنترنيت لمعرفة من هو مارلي ومن هي إلديا.
فالتسرع في الأحداث هو سيد الموقف في هذه الحالة، حتى وإن تم إستدراك هذا الأمر فيما بعد بما يجعل المشاهد يفهم تسلسل الأحداث...
إن كثرة الأسئلة والألغاز التي تعم الأنمي تزيد من جهالته، وهي أشبه بمحاولة فاشلة لتصنُّع العمق، وفي الحقيقة لا ندري أهذا الغموض سببه هو المؤلف هاجيمي إيساما أم الأستوديو، وإذا كان المقصود من هذا الغموض هو العمق فهذا غير صحيح، فالعمق الحقيقي نلامسه باحترافية حينما نقوم بمراجعة لبعض الأنميات، مثل أنمي مونستر حيث هناك عمق كبير مع تناسق الأفكار والأحداث، ففيها يستطيع المؤلف إيصال الفكرة بتلقائية وحكمة.
ولعل ما يثير انتباهنا أكثر هو الاهتمام الزائد الذي حظيت به شخصية "ساشا بلوز" وتحديدا بعد موته، فالبرغم من كون موته محزنا، فإنه لا يستحق ذلك الاهتمام الذي لقيه، لكونه مجرد شخصية ثانوية.
نفس الأمر ينطبق على غابي (جابي) الذي لقيت شخصيته اهتماما غير عادي، فهو في الحقيقة شخصية ثانوية غبية وانفعالية بشكل مبالغ فيه، فدورها لا يتجاوز متابعة سؤر الأحداث وإبداء حماقات لا يقبلها المنطق.
وبالانتقال إلى شخصية إيرن ييغر نجدها أكثر ضبابية مما هي عليه من قبل، وهذا التغير لا يستند على أي مبرر، فإذا كان التبرير مشروحا في المانجا فإن الأنمي يفتقد لذلك.
• تنبيه: لا تعبر هذه الأسطر عن أي معاداة أو انتقاص من قيمة أنمي الهجوم على العمالقة.
○ بإمكانكم الرد والتعقيب ♟ عن الأفكار الواردة في هذا الموضوع، عن طريق كتابة تعليق في المكان المخصص للتعليقات أسفله.
نرجو أن يكون هذا الموضوع في منتهى تطلعاتكم.
إرسال تعليق على: "أنمي الهجوم على العمالقة: هل هو حقا أفضل أنمي؟ وهل يستحق كل هذه الشهرة؟"