ثورفين ومفهوم عدم اتخاد أعداء الذي لا يمكن تطبيقه إلاة على واقع عالم فينلاند





 إنّ مفهوم ثورفين لعدم إتخاذ أعدا*ء لايمكن تطبيقه إلا على واقع عالم فينلاند، أو لنقل بأنّ أصل الفكرة قد نشأ مما يجري بعالمه الذي يعج بالحرو*ب وتجار العبيد .


فالكثيرون قد يتساءلون بأنّ عدم إتخاذ ثورفين لأعدا*ء معناه الرضوخ للعن*ف والقبول به وعدم مجابهته كشخصٍ مسالمٍ بدرجة كبيرة، لكنّ هذا الأمر لن يكون بمنطقيٍ له بحقيقة وجود اشخاصٍ بعالمه لايستطيعون إستخدام عقولهم وألسنتهم أولاً للحوار بدلاً من اللجوء للعن*ف على الفور، 


الكثيرون قد يرون مِنَ العُن*ف الخيار الأوّل والأنسب لهم لمجابهة كُلِ شخصٍ قد يختلف معهم ولو بشيء بسيط، أو حتى لأخذ شيءٍ ما يُحصَرُ ويُختصَرُ بمفهوم الطمع، وربما الأغلب قد يُحار*ب ويُقا*تل ليسَ لشيء فعلاً، بل حُبًّا بالقِتا*ل والتباهي بالقوة ومفهوم الرجولة والشجاعة الخاطئين.


إنّ عُدنا للشخص الذي علّم ثورفين بأنه لايملك أعدا*ء فسيكون والده ثورز، اختار ثورز الهروب لآيسلاند لأنه يعلم تمامًا بأنّ فرض خياره أو مبدءه صعبٌ جداً على عالمه الحاليّ، فكانت فينلاند بالنسبة له هو أيضًا أملاً اخراً يلوح في الأفق ،  وعندما أجْبِرَ على مواجهة رجال أشيلاد قا*تل مرةً ثانية.


 لكن أيُ نوعٍ من القتا*ل هذا ؟


إنه القتا*ل الذي تُريد منه حمايةً لما هو وراءك وليسَ كُرها لما هو أمامك أو حُبًّا بالقتا*ل وطمعًا لشيءٍ ما.


ثورفين استخدم القوة مُجدداً هو الأخر عندما جابه المسؤولين عن خرا*ب مزرعته إلا أنه عاد فعلاً لوضعية المُحا*رب عندما أراد أن يحميّ غارزار وأرنيد سان من سنيك، حار*ب هذه المرة لأنّ الحوار لم يكن مُجديًا أبداً حينها، لم يُقا*تل لأجل الحُب بهذا أو نيةً لقت*ل أحدٍ بل لأجل حماية روحٍ ما ، فشتانا بين من يستخدم القوة لأجل العداو*ة فحسب وبين من يستخدمها دفاعًا على مَنْ لايملكونها.


قرر ثورفين بأنه سينشئ ُعالمًا مُسالِمًا يتحدث عنه للنّاس بفخر، عالم يمكن للضعفاء أن يعيشوا فيه بآمان، ذلك العالم الذي تحدث عنه ثورفين هو أمنيةٌ ليست بسهلة الوجود بعالمٍ يعج بحقيقة الحرو*ب والعبيد، لايفهم سكانه إلا لغة الع*نف والتلويح بالسيو*ف، مما يعني بشكلٍ منطقيٍ بأنه سيتخدم القوة مجدداً كشخص يُريد الدفاع عن مبادءه ومايُريد تحقيقه.


 ليس مفهوم عدم إتخاذ أعدا*ءٍ يعني الرضوخ مكتوف اليدين أمام انتها*كات بشرٍ عدةٍ وببشا*عةٍ لحقوق الأبرياء والضعفاء، فليس مفهوم عدم اتخاذ أعدا*ء يعني بأن تقف مُستسلمًا وكأنك راضي عما يحصل أمامك.


إنّ ثورفين فقط بعالم فينلاند يُخبرنا بأنه لايملك أعدا*ء فهذا المفهوم لو انتشر بالجميع مثلّه تمامًا وكما يجب واقتنعوا به ستتوقف الحرو*ب حتمًا، لن يكون هنالك داعي لقت*ل أحدهم أو مُحار*بته لأجل لاسببٍ فعليّ، فعندما اتخذ ثورفين من أشيلاد عدو*اً له ماذا حصل؟


لقد ساهم بمقت*ل عدد لايحصى من الأبرياء وإحراقٍ عدد لايحصى من القرى المدنية ونهبها، ثورفين وهو يرى من قت*ل أشيلاد عدو*ه الأول والخطير هدفه السامي، ساهم بمقت*ل عشرات بل مئات مِنَ الآباء الذين كانوا يشبهون والده.


إنّ إسقاط مفهوم ثورفين لعدم آمتلاكه لأعدا*ء على واقعنا أو على أعمالٍ أخرى لن يكون منصفًا لشخصيّته ولا لمفهومه الحقيقي ومعناه، ثورفين بعالمٍ متنا*حرٍ كفينلاند قال بأنه لايملك أعدا*ء، وليسَ بعالمٍ أخر يملك قواعداً مُختلفةً وطرقًا متنوعةً للتعامل معها.


أعدا*ءً يجب أن تكر*ههم وتمقتهم وتحا*ربهم وتغز*وهم وتقا*تلهم وتقت*لهم لأجل لاسبب معيّنَ وجيه، بالنسبة لثورفين فإن حمل المرء لكر*هٍ بأعماقه وعدو*اةٌ لشخصٍ أخرَ مرهقٌ جداً وثقيل، وإنّ كل المعار*ك التي تحصل وتحدث يوميًا يمكن تجنبها بسهولة، بل يمكن حلها بلعبةٍ ما كما وصفَ هو سابقًا.


لذلك لايريد بأن يعود لماضيه مُجدداً حيثُ ضاع هنالك تمامًا خلف أهدافه الواهمه، كما لازال الآن يُجّرُ الكثيرون ويضيعون هناك.


إرسال تعليق