آيغون في جملة واحدة
ليس هناك أبلغ وصف لأيغون الفاتح مما أخبر به الكاتب في روايته عندما قال: «لم يقم أيغون بأي رد، بل استدعى...» .. وهذه الجملة جاءت بعدما أرسل آرغيلاك يدي مبعوثه في صندوق ساخرا منه ومتحديا إياه.
قوة هذه الجملة كضوء الشمس على العين؛ فلو وقف هنا ولم ينبس ببنت شفة عن شخصية آيغون، لقلنا له كفى؛ فقد أوجزت وأجزت. والمعنى من كل هذا، أن آيغون لم يشتم، ولا قلب الطاولة، ولا صرخ في وجه الحضور، بل تحكم في مشاعره وقام بأول حركة ألا وهي استدعاء المجلس للحرب.. لعله في قرارة نفسه كان يأمل حدوث هذا الفعل.
مارتن هادئ ومستفز في كتاباته، فهو يأجج نيران الأحداث ويقتلها في ذات الوقت بأن يضع نهايتها في آخر الفصل، ويتحول بك إلى فصل آخر بعيد عن ذلك الجو كله، كأنه يأخذك من مكان حُممي إلى مكان بارد مثلج. هذا الأسلوب يتكرر كثيرا عند الكتاب، ومارتن أبدع في تطبيقه على هذه الجملة، فتهديد آرغيلاك في فقرة وردة فعل آيغون في فقرة وتحليل شخصيته بعد صفحات.
تعليقات
إرسال تعليق