هجوم العمالقة والموثيولوجا الاسكندنافية النوردية


هجوم العمالقة والأساطير الاسكندنافية

كنتُ انتظر لسنواتٍ هذه اللحظة حين يدركُ العالمُ أخيراً أنَّ قصّة هجوم العمالقة من أروع قصص الفانتازيا مع تحوّل ذكريات غريشا إلى إنمي بعد أن عُرِضت لأوّل مرةٍ في المانجا قبل ثلاث سنواتٍ تقريباً
اكتملت معظم الأحجيات التي تجيب على سؤالٍ انتشر كثيراً
لماذا هذه الشهرةُ الواسعةُ للأتاك أون تايتان ؟
بغضِّ النظر عن الثورةِ التي أحدثها في عالم الإنمي ومفهوم قصص الشونين وحتى السينين وقدّم إحدى أرقى الصور للعالم عن فن الإنمي والمانجا الياباني إلّا أنه كان من أكثر قصص الفانتازيا التي جرّدت الخرافات من خزعبلاتها وقدمتها بأصفى صورِ الواقعية وأقربها إلى حياتنا


سأبدأ معكم أصدقائي متابعي الإنمي الذين لم يقرؤوا المانجا...كما بدأتُ منذ أن تأسست فكرة أتاكيون بشرحٍ مفصّلٍ عن مجموع الأساطير والفلسفات والموثيولوجيات والأحداث التاريخية من عالمنا الحقيقي التي ولدت منها قصة هجوم العمالقة بحبكةٍ تفرّد بها العبقريُّ المؤلّف هاجيمي ايساياما قدّم فيها الواقع الإنساني بلغةِ الحروب بأقسى صورها وأكثرها بلاغةً وتعبيرا


الخليط الفريد من الفانتازيا والواقع AOT 🔥💙

مع انطلاق البداية الحقيقية لهذه القصّة وانتقالنا من زمن المسننات والآلات اليدوية في القرن التاسع عشر الذي عصر تخلّفاً بشعبِ الجدران...إلى التاريخ الحديث في القرن العشرين خلفَ المحيطِ ليس بكثير

البوست طويل يحوي الكثير من المعلومات والنظريات ويحتاجُ نفساً طويلاً وقعدةً مريحةً وظرفَ سيتامولٍ وصبراً جميلاً وبالله المستعان..💙

قبل أن نبدأ لنستذكر أهم فلسفتين قام عليهما الجزء الأول من القصة كي لا تسقطَ أيُّ فكرةٍ من تقاطع الأفكار وينهار الكيان الواسع الذي يبنيه العبقري ايساياما في أذهاننا
أهم الفلسفات في الموسم الأول كانت (الغنوصية المسيحية) وسأعاود ذكرها بالتفصيل في السلسلةِ لاحقاً عندما أتحدّث عن الموثيولوجيا اليهودية والثانية هي (اللاهوت السياسي النازي) وسأعاود ذكرها في السلسلة عندما أتحدث عن الحرب العالمية الثانية

والآن سأذكر أهمَّ الاقتباسات التي تناولتها قصة هجوم العمالقة وقدمتها بطابعها المتفرّد بإطارها الإنساني :
1- الموثيولوجيا النوردية ( الاسكندنافية )
2- الموثيولوجيا اليهودية والمسيحية
3- الحرب العالمية الثانية


وسأتناول بعد ذلك إحدى أشهر النظريات المبنية على تلك الاقتباسات

لنبدأ بأول سلسلةٍ والتي تتحدّث عن الموثيولوجيا النوردية ( الاسكندنافية )

تعتبرُ الموثيولوجيا النوردية أهمَّ ركيزةٍ قامت عليها قصّة هجوم العمالقة ولا زال الفانز يستلذّون بطرح النظريات استلهاماً من هذه الأسطورة العظيمة

الموثيولوجيا النوردية مجموعة اعتقادات آمن بها شعب الفايكينغ الذي قطن أرض جرمانيا واسكندنافيا وامتدّت تلك المعتقدات إلى ما بعد المسيحية بكثير وتعدُّ من أعقد الموثيولوجيات التي ربطت الخيال العلمي بالفانتازيا فنتجت عن حضارتهم إحدى أكثر المعارف التي خضعت للدراسة من قبل العلماء والفلاسفة والمؤرّخين والشعراء والأدباء والمؤلفين فكان منهم مؤلفنا العبقري هاجيمي ايساياما الذي بدأ بتأليف القصة وهو في السابعة عشر من عمره ولا يزال على مقاعد الدراسة في مدرسته الثانوية
كان ايساياما مقارباً التاريخ من عيون المستقبل...ومحاكياً للمستقبل من روايات التاريخ

من امتلكَ المستقبل أُبيحَ له أن يكتبَ التاريخَ كيفما أرادْ
ومن امتلكَ التاريخَ أُتيح له أن ينتهك حرمةَ المستقبلِ ويختلقَ أكذوبةً وميعادْ

هذه العبارة أكررها دائما لأنها لخصت معظم ما تحاول قصة هجوم العمالقة في تقديمه كأطروحةٍ إنسانية علينا أن نتفانا كبشرٍ للتعلّم منها كي تنجنّب أخطاء الماضي ونعي مسالك المستقبل ونتعلّم ولو للحظةٍ كبشر أن نتعامل بالإنسانية والحب...لا بتغاليفِ التاريخ ومطارح الحرب


كان ايساياما الشاب بعد أن خرجَ يائساً من قريته باتجاه طوكيو ساعياً خلف حلمٍ مستحيل بتحويل قصّته ورسوماته على دفتر المسودة المدرسي إلى مانجا باحثاً عن أحد الناشرين الذين سيتبنون حلمه...وما كان يدري بأنه سيصبح أحد أعظم مؤلفي قصص الفانتازيا في التاريخ


عمل ايساياما في كافيه للانترنت في طوكيو واستغلَّ تلك الفترة في تطوير القصة واستوحى العديد من الأمور في فترة مكوثه في أكبر مدينةٍ في العالم فكان منها أنه طوّر القصة بناءً على إحدى الألعاب التي شاهدها في مكان عمله والتي كانت قد بُنيت على أساطير شعب الفايكينغ...الموثيولوجيا النوردية


لاحظنا جميعاً البيئة التي اشتعلت بها نيران القصة منذ البداية...بيئة أوربية بحتة بطبيعةٍ ساحرةٍ ومناخٍ باردٍ وشعبٍ أوربيٍّ وأسماءٍ ألمانية بمعظمها وزاد تحوّل القصة إلى إنمي عام 2013 تلك التفاصيل روعةً مع إغناء فريق العمل القصةَ بمجموعة من الأوستات والأغاني المغناة باللغة الألمانية فما كانت تلك الأمور عبثاً بل كانت مجرّد إسقاطٍ لما هو أعمق بكثيرٍ في خفايا القصة


القصّة بدأت فعلياً على خطٍّ زمنيٍّ يشابه ما يقال أنه مرَّ في تاريخنا الحقيقي...من موثيولوجيا الفايكينغ وصولاً لليهودية فالمسيحية فالحرب العالمية الثانية وحرب الأعراق والوجود بين النازيين واليهود فكانت البيئة الجرمانية مثالاً يحتذى به عما عاصرته البشرية من قسوة الطبيعة التي جرجرت الجنس البشري نحو التفاعل فيما بينهم بلغة التقسيم والتفضيل والحروب واستغلال التاريخ

ما يميّز الأساطير الاسكندنافية قدرتها على دمج الاسطورة بالعلم وهذا ما دعّم أساس القصة بالمزيد من الواقعية وزاد الحبكة غموضاً والتباساً

كان الوجود في بداية الأسطورة عبارة عن عالمين ؛ عالم الجليد ( نيفيلهايم ) شمالاً وعالم النار ( موسبلهايم ) جنوباً وبينهما فجوة من الضياع ؛ بدأت فجوة الضياع بالتقلّص فاقترب العالمان مما جعل الحرارة المتوهّجة من عالم النار تصلُ نيفلهايم من الجنوب لتُذيب بعضاً من الثلوج التي تغطيه فنتجت أولى قطرات الماء التي أعطت كائناً عملاقاً مخنّثاً يدعى العملاق ( يومير ) الذي يعدُّ أصلَ الحياة وهذا أوّلُ تشابهٍ مع قصة هجوم العمالقة فيومير فريتز تعدُّ سليفةَ شعبِ إلديا الذي ضرب به ايساياما مثالاً عن الشعب المختار من شيطنةٍ وزجٍّ وراء الأسوار


بسبب الحرارة المتوهّجة من موسبلهايم بدأ العملاق يومير بالتعرّق وعندما يخلدُ يومير للنوم تأخذُ قطرات العرق على يده اليسرى هيئة عملاقين أما قدماه فتتمثّلُ بستّة عمالقة ( أصبحَ المجموع تسعة عمالقة ونلاحظ أنها أتت بالتدريج ؛ عملاقٌ واحدٌ ثمَّ عملاقين ثمَّ ستة وثمانية وأخيراً تسعة ؛ هناك نظرية في القصة تقول أنَّ قوة يومير فريتز انقسمت "بالتدريج" إلى تسعِ عمالقة مع انقسام طوائف الإلديان واشتعال الحرب الأهلية بينهم ) وهذا التشابه الثاني مع قصتنا فيومير فريتز تعدُّ أصل العمالقة في القصة


مع ذوبان المزيد من الجليد تشكّلت بقرة كانت مصدر الغذاء ليومير ؛ وعندما لعقت هذه البقرة الجليد يوماً بعد يوم بدأ كائنٌ أسطوريُّ يعدُّ أوّل إلهٍ ( اعذرونا على بعض الكلمات الحساسة ) في القصة بالتشكّل وهو الإله بوري ؛ بوري أنجب الإله بور الذي تزوّج ابنة أحد العمالقة من أسلاف يومير لينجبا الآلهة الثلاث الرئيسية في الأساطير الاسكندنافية ( أودين - فيلي - فاي ) وهذا التشابه الثالث مع الأتاك أون تايتان ، كلنا نعلمُ أسماء الجدران الثلاث ( ماريا - روز - سينا ) وهناك نظرية تقول بأنَّ أسماء الجدران أُطلقت تيمّناً بثلاث أميراتٍ كانوا من أسلاف يومير فريتز وأشارت نظريةٌ أخرى بأنَّ ماريا وروز وسينا هم بناتُ يومير مباشرةً


قام الآلهةُ الثلاث بقتل العملاق يومير وهذا التشابه الرابع ، نذكر جميعاً إحدى الصور التي عرضت في أغنية نهاية الموسم الثاني ( الطير والغسق ) والتي تظهر فيها ثلاثُ فتياتٍ يتغذين على جسدٍ يعتقد معظم الفانز أنه جسد يومير وهو يؤكلُ من قبل ماريا وروز وسينا


خلق الآلهةُ الثلاث العالم من جسدِ العملاق يومير ؛ فشكلت دماؤه المحيطات وجمجمته كوّنت قبّة السماء وغيرها.... لتتشكل من جسد يومير تسعَ عوالمٍ مختلفة تتدلّى من شجرة العالم ( ياغدراسيل ) وهذا التشابه الخامس مع قصتنا ؛ نعلمُ أنَّ قدرة يومير فريتز كعملاقٍ مؤسس تُبعت أو قُسّمت إلى تسعِ قدراتٍ بعد وفاتها وانقضاء مهلتها ؛ ففي الأسطورة كان لا بدَّ من ذبح العملاق يومير لخلق هذا العالم


خلق الآلهة الثلاث البشر وخصصوا لهم عالماً يميّزهم يدعى ( ميدغارد ) ؛ أصبح أودين حاكم آسغارد وبقية العوالم ؛ أحاط أودين عالم البشر بجدارٍ مصنوعٍ من رموش العملاق يومير لحماية البشر من هجمات العمالقة الذين يقطنون عالمهم الخاص والذي يدعى (أوتوغارد )


تشابهٌ واضحٌ مع قصتنا ( التشابه السادس ) ؛ ثلاثُ جدرانٍ بناها الملكُ فريتز بعد أن جمع آلاف العمالقة الهائلة لحماية إلديان الجزيرة من هجمات العمالقة

وللتذكير فقط بأن ( أوتوغارد ) كان اسم القلعة التي لجأت إليها فرقة ميكيه وواجهت العملاق الوحش فيها في الموسم الثاني


العوالمُ التسعة مترابطة زمانياً ومكانيا من خلال شجرة الحياة التي تنظّم العلاقة بين جميع الموجودات وتعدُّ الرابطة التي تجمعها بأكملها ؛ هذا يشابه (السُّبل) التي تربط شعب إلديا والتي تقود بأكملها إلى العملاق المؤسس وسأسترسل بشرح هذه الفكرة عند الحديث عن نظرية ( القفزة الزمنية )


بدأت سلالة يومير تصبح مصدراً للفوضى والدمار ؛ إذا قمنا بمقارنة هذا مع قصتنا بحسب الرواية المارلاوية عن التاريخ ؛ فإنَّ شعبَ يومير هم أبناء الشيطان وعاثوا فساداً في الأرض وهذا التشابه السابع

انتهت الأسطورة بعد أن اشتعلت معركة نهاية العالم ( راغناروك ) حيثُ مات فيها أبطال الأسطورة من عمالقة وآلهة وبشر ؛ قد يعتبرُ هذا نصفَ تشابهٍ ربما مع قصتنا ، إحدى المعلومات التي نعرفها والتي تمَّ تسريبها عن السيد ايساياما أنه كان يرغب بقتل كلِّ الشخصيات مع نهاية القصّة ولكنّه قام بتغيير رأيه لاحقاً ؛ وبرأيي لا زال هذا الاحتمالُ وارداً جداً مع مراعاة ما يدعى بنظرية ( الناجي الوحيد ) والتي استلهمت جذورها من أساطير الفايكينغ كذلك


ففي راغناروك لم ينتصر أحد في النهاية ؛ بل قام كلُّ إلهٍ بقتلِ عملاقٍ وبنفس الوقتِ قامت العمالقة بقتل الآلهة ؛ مثالٌ على ذلك قام الإله ثور بالالتحام مع عدوّه الأزلي جورمانكاند وهي ابنة لوكي المخادع الذي يتبع لجنس العمالقة قبل أن يقوم الإله أودين بتبنيه ؛ ثور استطاع هزيمة جورمانكاند بالمطرقة ولكنّها كانت قد عضّته ورششت سمّها فمشى ثور تسع خطوات ثمَّ مات ، ولم يبقَ من المعركة سوى زعيم عمالقة النار ( العملاق سورت ) الذي أحرقَ العالم فانهارت العوالم التسعة واحترقت شجرة الحياة قبل أن يعودَ العالم ليولدَ من جديد


قد يكون بقاء سورت وحيداً في الأخير إحدى الأمور التي تنعش نظرية الناجي الوحيد والذي يتجادل مقترحوا النظرية عن هويته ؛ قد يكون آرمين بصفته راوي القصّة أو قد يكون مستخدم ال founding titan الذي سيغيّر القدر في النهاية

إحدى مقاطع الأسطورة تقول :

( كلُّ هذه المعارك ستزول في النهاية ؛ ففكرة اختفاء العالم وفناء آلهته وأبطاله استولت على حيّزٍ كبيرٍ من هذه الأساطير ؛ فالمعركة النهائية تشكّل المصير المحتوم للعمالقة والآلهة والبشر ولكنَّ هذه النهاية ليست سوى بداية لعالمٍ جديد تسوده الأراضي الخضراء ويعمّه الأمن والسلام )

وتقول إحدى النظريات أنَّ المعركة الأخيرة في قصة هجوم العمالقة ستشمل على تضحياتٍ جمّة من أبطال القصّة لتغيير التاريخ وإيقاف شريط الآثام المتكرر ليولدَ عالمٌ مصحّحٌ دون آلامٍ للأبد

لنكمل مع التشابهات ؛ عائلة الأكرمان التي تحدثنا عنها كثيراً في صفحتنا التي حُذفت والتي كانت إسقاطاً للعديد من الاقتباسات على رأسها الفالكوريز valkyries وهم مجموعة من الكائنات الاسطورية التي خلقها الإله أودين لمساندته في حربه ضد العمالقة وخدمت في بلاطه حيث كانت تسحب أرواح الفرسان الذين ماتوا بشرفٍ في أرض المعركة إلى فالهالا ؛ كما كان هناك قبيلةٌ تدعى قبيلة Berzerker أو جنود أودين وهي قبيلة خلقها أودين للقتال في جانبه عُرفوا بقوّتهم الشديدة وولائهم العظيم لأودين حيثُ كانوا يبدون نوعاً معيناً من تفعيل القوى في أرض المعركة لحماية أودين ؛ هذا يشابه كثيراً ما قيل عن عائلة الأكرمان التي خدمت في البلاط الملكي للملك فريتز الذي أوجدها كسلاحٍ فتّاكٍ في الحرب العظمى وأبدت وفاءً شديداً له

وبالحديث عن الحرب العظمى كما روتها دينا فريتز ؛ هناك أحد العمالقة المتصارعة يحملُ مطرقةً كتلك التي يمسكها ثور ؛ وهناك أحد العمالقة يرتدي خوذة محارب الفايكينغ ذات القرنين الشهيرة ( كما في الصورة المرفقة بالبوست )


التشابه الآخر وليس الأخير قبل أن أبدأ بمجموع النظريات هو أغنية vogel im käfig الأوست العظيم المحبب إلى قلوبنا جميعاً والذي رافق لحظاتٍ مهيبة في القصة ؛ الأوست المغنّى باللغة الألمانية توضَّح لي لاحقاً وأنا أدقق بالمعاني على أنه مسرحيةٌ غنائية أوبيرالية تروي الأساطير الاسكندنافية فبدأت الأغنية بتبجيل الطبيعة والسلام وتفاعل الطبيعة مع البشر وبقية الكائنات قبل أن تنحدرَ فجأةً قاصّةً علينا بصوت المغنية الأوبيرالي المهيب نهاية العالم ومعاناة جميع الكائنات للموت قبل أن تغمرها مشاعر الندم والغضب والخوف ولا سبيل لتغيير هذا القدر سوى بالكفاح


والآن لنبدأ بطرح بعض النظريات التي ترتكز على الأساطير الاسكندنافية :

1- في نهاية الأسطورة ومع عودة العالم للتكوّن مجدداً ؛ اتحدت العوالم التسعة في عالمٍ واحد مما طرح نظرية اجتماع العمالقة التسعة في جسدٍ واحد في النهاية قد يكون جسدَ الشخصية التي ستستخدم قوى ال founding titan ( هناك نظرية تقول بأن آرمين هو من سيجمع العمالقة خصيصاً أننا نرى الحكاية من بين الحروف التي يقصّها علينا آرمين كراوٍ لها وأنَّ ما نسمعه ونراه هو بأكمله ذكرياتٌ حصل عليها آرمين من جميع العمالقة الذين التهمهم )

2- وأخيراً وأخيييراً😍😍🔥 أستطيع أن أشارككم بالحديث عن نظرية (القفزة أو الحلقة الزمنية) دون أن أكتب عبارة ( حرق ) وهذه من الأمور التي تسعدني بصراحة🤧😭😍


نظرية القفزة الزمنية تعدُّ إحدى أقوى النظريات التي بات يجتمع عليها معظم الفانز مع تكرار العديد من العبارات التي تتعلق بالزمن وتكرار الأخطاء والتاريخ وكان عنوان الحلقة الأولى ( بالنسبة لك 2000 سنة من الآن ) أحد أكبر الدلائل على إمكانية حدوثها وما زاد حديث العرّاب كروغر الموجّه إلى غريشا تلك النظرية سوى تدعيما

سأعود لأشارك بوستاً مخصصا لهذه النظرية لأنها أهمُّ نظريةٍ متداولة بين الفانز ولكن لا أستطيع إلّا أن أمرَّ عليها هنا لارتباطها الوثيق بالأسطورة الاسكندنافية


عندما تُذكرُ عبارة ( قفزة زمنية ) لا يتبادر إلى أذهاننا سوى إحدى آلات الزمن الغريبة من قصص الخيال العلمي والتي تسحبنا نحو زمانٍ آخر ولكن فكرة الانتقال عبر الزمن كانت فكرة فلسفية قديمة جداً وتبلورت في العديد من الموثيولوجيات قبل أن تكون فكرةً تناولها العلم وطُبّقت عليها القوانين ؛ أبدع شعب اسكندنافية في إيجاد أسطورتهم التي خلطت ما بين الخيال وما يفوقه بكثير وربطت العلم بالموثيولوجيا فحاولوا بتلك الخرافات أن يفسروا حقيقة الوجود ويتنبؤا بمسار الحياة ويتحكمون بتصرفاتهم وفقاً لما تمليه معتقداتهم التي كان الرابط بينهم وبين الطبيعة التي تحيط بهم ؛ كانت عوالمهم التسعة مرتبطة زمانياً ومكانياً فسبقوا آينشتاين بتفسيره للنسبية وعلماء الفيزياء بتوصيف الأبعاد غير المرئية


لم يؤمن شعب الفايكينغ بوجود المستقبل ؛ بل آمنوا أنَّ الحياة حلقةٌ من الزمن تعود لتتكرر من جديد ؛ حياة الماضي مبنيةٌ على الحاضر والعكسُ صحيح ؛ وكما في الصورة المرفقة بالبوست فقد عبّر الفايكينغ عن معتقداتهم تلك برسومهم الدائرية الشهيرة ( كما في الصورة المرفقة ) التي تدلُّ على مسير الأحداث في خطٍّ دائريٍّ لا تعرف البدايةُ ولا النهاية فيه وتتصلُ جميع الأحداث أخيراً بشجرة الحياة ؛ فمن غير المعلوم الفرق بين الماضي والحاضر وأيٌّ منهم يسبق الآخر

ذكر كروغر أن هناكَ سبلاً غير مرئية تربط شعب إلديا ببعضه ؛ زمانهم ؛ مكانهم ؛ ذكرياتهم حياتهم ومماتهم في نقطةٍ واحدة تصل إلى العملاق المؤسس أخيراً وهذا يشابه شجرة الحياة في الأسطورة


أخذت نظرية ( القفزة أو الحلقة الزمنية ) الكثير من الأشكال :

1- القصة بأكملها عبارة عن رسالة من يومير فريتز إلى إيرين ( بالنسبة لك 2000 سنة من الآن ) وهي النظرية التي تعتبر الأقرب إلى الواقعية ، حيثُ شاركت يومير إيرين ببعضٍ من الذكريات الكارثية التي حدثت في إحدى الحقب الزمنية ليقوم إيرين بتغيير القدر باعتباره آخر ورثة المؤسس قبلَ انقضاء ال 2000 عام

2-القصة بأكملها عبارة عن رسالة من إيرين إلى يومير يحذّر فيها يومير من توقيع العقد مع الشيطان أو الآلهة ؛ خصيصاً وإن قمنا بعملية حسابية بسيطة سنستنتج أنَّ فترة ال 2000 سنة هي الفاصل ما بين حصول يومير على قوى العمالقة والتاريخ الذي سيموت فيه إيرين

بعد أن حصلت يومير فريتز على قواها مرّت 144 حقبة من ملوك الإلديان قبل الوصول لحقبة الملك فريتز الذي يقع في المرتبة 145 لتسلسل ملوك إلديا وإذا فرضنا أنَّ جميع ملوك إلديا أتمّوا مهلة ال 13 عاماً حتى النهاية

144 × 13 = 1872 وهو تاريخ حصول الملك 145 على قواه

ولنفرض أنَّ الملك فريتز بنى الأسوار في سنته الأخيرة بعد وقوع الحرب العظمى
1872 + 13 = 1885 وهو تاريخ بناء الأسوار

مرّت 102 سنة بين تاريخ بناء الأسوار وتاريخ سقوط جدار ماريا

1885+ 102 = 1987 وهو تاريخ سقوط جدار ماريا وحصول إيرين ييغر على قواه

لدى إيرين 13 عاماً منذُ تاريخ سقوط الجدار

1987 + 13 = 2000 عام 🔥😅

ولكنَّ الأرقام تلك تعتمد على بناء الملك فريتز للأسوار في آخر عامٍ من مهلته وعلى التزام كلِّ ملوك إلديا ااذين سبقوا فريتز بمهلاتهم وعدم تسليم القوى قبل انقضائها

3-نظرية الحلقة الزمنية ؛ والتي تستند في تفسيرها على حلقة الزمن لدى الاسكندنافيين ؛ هناك مجموعة من الأحداث التي تحدث في حقبٍ زمنية مختلفة ولكنها تسير على الخطِّ الدائريِّ ذاته بموازات بعضها ويؤثّر كلٌّ منها على الآخر ؛ فالدائرة كشكلٍ هندسي إن قطعناها بخطٍّ مستقيم ستتشكل نتيجة هذا التقاطع نقطتان متقابلتان زمنياً ؛ عند موت إيرين ييغر بعد انقضاء مهلته وربما فشله في تنفيذ مهمّته قام بإرسال بعضٍ من ذكرياته إلى إيرين كروغر للتأثير على قراراته وتصرفاته واختيار غريشا لاقتحام الأسوار وبدء الحلقة من جديد ؛ تفسّر هذه النظرية العبارة التي حيّرت العديدين ( إذا أردت أنقاذ ميكاسا وآرمين....) وكأنَّ إيرين فشل في حمايتهم في إحدى الحقبات الزمنية وأراد تصحيح الخطأ بإرسال ذكرياته إلى كروغر الذي اختار غريشا وأملى عليه مهمة تغيير القدر وعدم تكرار الأخطاء وحماية ميكاسا وآرمين حتى قبل أن يولدا

وأصبحت هذه الأحداث الزمنية المرتبطة ببعضها مشوّهةً بترتيبها ؛ فأيٌّ منها بدأ أولاً ؟؟ ؛ أيٌّ منهما غيّر الآخر؟؟ ؛ الماضي أم المستقبل ؟؟ ؛ تشوّهت نقاط الزمن على الدائرة كما في معتقدات الفايكينغ تماماً

عندما كان إيرين يتحدث عن ذكريات والده كان يتخذ وضعيات الجلوس ذاتها التي يتخذها كروغر وكأن الحدثين يسيران سوياً في الحلقة يؤثر كلٌّ منهما على الآخر

4 - التقمّص ؛ مبنيةٌ على الأساطير الاسكندنافية كذلك فهناك نظرية شهيرة تقول بأنَّ كروغر هو ذاته ييغر ولكن بحقبتين مختلفتين وأنَّ إيرين كان يولدُ مجدداً حقبةً تلي حقبة منذ عهد يومير فريتز مروراً بال 2000 عام يركّب القطع كلٌّ حسبَ حقبته حتى ينجح بجسد إيرين ييغر أخيراً بعد 2000 عامٍ بتغيير القدر ؛ وهناك العديد من الفانز يعتبرون مجرّد انتقال قوى العمالقة من شخصٍ لآخر تقمّصاً لتلك الشخصية ورمزاً للتقمّص في القصة

5- نظرية التقمّص ذاتها أخذت بعداً مشابهاً ولكن هذه المرة على هيئة العملاق المهاجم فقد ذكر كروغر أنَّ المهاجم كان في كلِّ حقبة زمنية يسعى نحو الحرية وكأنه يتنقل بذكرياته عبر الزمن ( السبل ) لتغيير القدر حائلاً دون تكرار الأخطاء مجدداً ومجدداً خصيصا أنَّ اسم السلسلة بأكمله منذ البداية هو shingeki no kyojin والتي تعني حرفياً ( العملاق المهاجم )

6-نظرية تقترح أنَّ العملاق المؤسس هو من يتنقل عبر الزمن ( السبل ) وليس المهاجم

7-نظرية الأبعاد ؛ نظرية معقّدة جداً تستند على الأساطير الاسكندنافية وتحتاج بوستاً خاصاً بها سأنشره لاحقاً

8-التاريخ في القصة يكرِّر مجموعة من الأحداث مع مرور حقباتٍ زمنية متساوية ، فمثلاً بعد انقضاء كل فترة زمنية تحدثُ حربٌ عظمى بين الأطراف المتنازعة ؛ في كلِّ مرة هناك الكثير من التضحيات ؛ في كلِّ مرة يموت الكثير من الناس ؛ في كلِّ مرة هناك عهدٌ للسلام ؛ وفي كلِّ مرة يتمُّ استخدام العمالقة كسلاحٍ فتّاك ؛ في كلِّ مرة هناك حربٌ أهلية وتمييزٌ وتقسيمٌ وانتهاز ؛ تكرارٌ للمآسي كما يحدث في عالمنا الحقيقي حيث تتكرر الحروب الكبرى بعد كلِّ فترةٍ زمنية تشكّل حدثاً مفصلياً في التاريخ يغير مسار العالم كنوعٍ من تكرار الأخطاء


لا زالت نظرية الحلقة الزمنية محطَّ جدلٍ كبير ألّا أنها تبيّن لنا في حال حدوثها أنَّ التاريخ والمستقبل كيانٌ واحدٌ نصنعه بأنفسنا وليس ما نتناقله من حكايات غيرنا ننهش لحوم بعضنا على أساسها ونستتلذُّ بتحريفها...بتجريمها وبتأليمها ؛ فكرةٌ فلسفية فانتازية يقدّمها هاجيمي على طبق الإنسانية بنكهةِ العبر والحكم ؛ فالقفزة الزمنية قد لا تظهر بشكلٍ فيزيائي أو فانتازي في القصة بقدر ما ستكون ربما قفزةً في تفكيرنا كانعكاس لتفاعلنا مع القصة بصفتنا فانزاً متعمّقاً لها ؛ القفزة هي ارتقاءٌ لعقولنا ولسلوكنا ولتفكيرنا وتواصلنا مع بعضنا بلهجة الإنسانية....نحنُ جموع البشرية لا يجب أن نكرر أخطاء التاريخ كذلك


عبارةٌ تلخّص القصّة الإنسانية بأكملها :

سيولد العالمُ جميلاً من جديد....بين فوحِ الدّمِ ورأبِ الحديدْ
من امتلكَ التاريخَ كتبَ مستقبلاً يريدُهُ
ومن امتلك المستقبلَ سيخلقُ أكذوبةً تعيدُهُ

أكثرُ من مجرّد قصّةٍ بكثير......💙🔥


أكملُ معكم لاحقاً في الحلقة الثانية من هذه السلسلة التي تتناول إحدى أهم المواضيع التي بُنيت عليها قصة هجوم العمالقة وهي الموثيولوجيا المسيحية واليهودية
AOT العظيم 🔥💙

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل قصة انمي مونستر حقيقية

إعلان أنمي Patlabor مع موعد النزول

إلغيوررا شفير: فراغٌ يبحث عن معنى في أنمي Bleach