مسلسل House of Cards: كلام مطول حول المسلسل


 أعتقد ربما الكثير يعرف هذا المسلسل " House of Cards"  الذي كان أول مسلسل من إنتاج نيتفليكس سنة 2013 ، كان لدي فضول كبير حوله بصراحة ، وكنت بدأت أشاهده قبل أشهر من الآن بريتم بطيء بسبب أنه لم يعد لدي ثقة أو دافع لمشاهدة أعمال طويلة  لكن الفضول الكبير حوله دفعني لمشاهدته.


يدور المسلسل في سنة 2013 حيث يفوز رئيس جديد في الولايات المتحدة، من الحزب الديمقراطي ويكون البطل (فرانسيس أندروود) الذي يلعب دوره (كيفن سبايسي) موعود بمنصب ”وزير الخارجية“ يفاجئ أنه تم ابعاده


وأن الرئيس ومن معه يقولون له أنهم يحتاجونه في الكونغرس، فيقرر أن يقلب الطاولة على الجميع وأن يفعل الأمور بطريقته طبعاً ذلك في سره وأمام زوجته التي هي مدير لمنظمة أعمال خيرية (كلير أندروود) التي تلعب دورها الفنانة (روبن رايت).


لا أنكر أنني إستمعت كثيرا بالمسلسل ، خصوصا أول موسمين تقريبا ، ربما لإن الأعمال السياسية التي تابعتها قليلة أو تكاد تكون منعدمة كانت سبب في هذا ، لكن الإستمتاع الكبير بأول موسمين إنقلب لملل كبير بعد الموسم الثالث فما فوق ، وأصبحت أحيانا أشاهد حلقة واحدة او حلقتين في الأسبوع.


القصة مثيرة للإهتمام فعلا ، التركيز على السياسة و  المؤامرات التي تحاك في الخفاء والخبث السياسي و طريقة تعامل معه كانت نوعاً ممتعة خصوصا أول موسمين.


تقديم المسلسل كان ممتاز جدا خصوصاً إخراجياً ، فلاعجب أن أول حلقتين كانت من إخراج وكتابة المخرج الشهير دافيد فينشر.


التمثيل كانت كان جيد جداً للأمانة ، تمثيل كيفين سبايسي كان ممتاز في شخصية فرانسيس أندروود ، وتقريبا كان أفضل أداء تمثيلي في العمل ، خصوصا نقطة لما يكون يتكلم مع المشاهد حتى يشرح أفكاره الداخلية ، التمثيل ممتاز ، لكن في نظري ليس أيقوني ليس تقليلاً منه ، لكن هناك تمثيل ممتاز وتمثيل أيقوني ، والتمثيل الأيقوني هو الذي يبقى عالق في الذاكرة ، شخصية فرانيسيس ليس لديه أي مشهد يبقى عالق في الذاكرة أو الذهن ، مثل شخصيات أيقونية مثل والتر وايت من بركينغ باد ، شخصية راغنار رغم مستوى مسلسل فايكينغ لكن أداء أيقوني كأمثلة بسيطة.

........

كما أسلفت الذكر ، من الموسم الثالث بدأ المسلسل في الإنحدار والإنهيار 

موسم ثالث كان عبارة عن أجندات نيتفليكس المعتادة وكان يتم إقحامهما بشكل غير مبرر إطلاقا ولاتنفع الحبكة أساسا ، هناك العديد من الأعمال كان تروج لأجندات ، لكن ضمن سياق القصة والسيناريو مهما أختلفت معها ، لكن هنا كان عبارة عن أقحام من أجل الإقحام لاغير.


سياسة تمجيد المثليين و إظهارهم على أنهم الأبطال وثوريين ، فمثلا شاهدتا كيف تم أقحام هذا في لقاء فرنيسيس مع الرئيس الروسي بيرتوف ومحاولة تلميعهم على حساب الدولة الروسية ، وكيف فشل الإتفاق ومعاهدة السلام بين أمريكا وروسيا ، فقط لإن شخصية مثلية  تم سجنها وترهيبها ورفض أن يوقع على معاهدة السلم تلك.


وكيف شخصية كلير فضحت الرئيس الروسي والسياسة الروسية في قمعهم داخل روسيا وأمام الرئيس نفسه وفي إعلام روسيا  بشكل كرتوني مضحك جداً ، من أجل تلميع تلك الفئة ، لقائهم مع الرئيس الروسي كان قمة الكوميديا.

أيضاً ، لست خبير في الدستور الأمريكي أو السياسات الأمريكية الداخلية ، لكن واضح أن المسلسل تعامل معها بشكل سطحي جدا وكرتوني ، مستحيل أن تتم تلك المؤامرات بهذه السهولة الكبيرة والمبالغ فيها ، ومستحيل يكون الدستور الأمريكي بهذا العبط.


المسلسل لاتوجد به أي مستوى خطورة كبير على الشخصيات ، فشخصية فرانيسيس كان ينجوا من كل المؤامرات بسهولة تامة ، وكان ينفذ خطططه بسهولة تامة أيضا ، لم تكن هناك شخصية مضادة له وبنفس الخبث وتركنه في الزاوية ، تكرار هذا الأمر مع توالي المواسم أصبح ممل ، والسيناريوهات أصبحت مكشوفة ، أي مشكل يخرج منها فرانيسيس بسهولة وأي مؤامرة يعملها بسهولة.


العمل الذي يعتمد على شخصية واحدة فقط لايمكن أن نقول عنه أيقوني بتاتا ، وهنا أقصد لما تكون الشخصية الرئيسية هي محور الكون في العمل ، ولها يد في كل محاور المسلسل ، حيث لاتوجد أي شخصية مستقلة في العمل ، وأي محور في المسلسل تجد شخصية فرانيسيس لها يد فيه ، صحيح هناك مسلسلات تعتمد على شخصية واحدة ، لكن على الأقل هناك محاور أخرى مثيرة للإهتمام ، فلما تسحب الشخصية الرئيسية تصبح كل المحاور بدون أي فائدة.


من السلبيات التي أزعجتني في العمل هو التحيز الكبير من صناع المسلسل للديمقراطيين والحزب الديمقراطي على حساب الحزب الجمهوري ، قد يبدوا لكك إنتقادي غريبا لكن شخصياً أزعجني ، فلما تتناول قضية سياسية حاول تتبنى الحياد ، لكن الإنحياز لطرف على طرف أخر هنا يصبه توجيه رأي عام ضد نقطة ما ، وإظهار الجمهوريين  في المسلسل بشكل غبي كان سيء جداً ، وليس هنا بل أظهر حتى السياسات الخارجية بسكل سطحي ، فنرى حتى الروسيين و الصينين يتم التعامل معهم بشكل سطحي وغبي مقابل تلميع الحزب الديمقراطي فقط.

..........

الشخصيات لم أرغب في التكلم عنها كثيرا ، لكن هناك شخصية أعتبرها أكبر سلبية في العمل ، تفاقمت مع تقدم المواسم والتي أزعجتني بشدة ، وهي شخصية ( كلير أندروود) ، هذه الشخصية ربما أسوأ شخصية يمكن أن تراها وتشاهدها ( بالنسبة لي هي الأسوأ والأكثر قرفاً ) ، شخصية تم إقحامها بشكل مستفز ، لا مشكلة لدي في ان تكون هناك شخصية نسوية قوية في أي عمل ، لكن المشكل لم شخصية تبدأ بشكل عادي ولما ينجح المسلسل يتم تضخيمها و إقحامها بشكل غير عادي من أجل خدمة الأجندات ، والمشكل انه يتم تلميعها على حساب الشخصية الرئيسية فرانيسيس ، فيتم إظهاره بشكل مثير للشفقة او الغبي أو يرتكب غلطات غير منطقية ، من أجل تلميع صورة شخصية كلير ، وإظهارها بذلك الذكاء وقوة الشخصية ، وليس فقط فرانيسس ، بل حتى شخصية الرئيس الروسي القوي ، يخضع لها وتقوم بتهديده ويخاف منها ، وجعلها محور الحبكة بشكل مقحم وغير منطقي وكل هم الروس إسقاطها فقط.


هذا بغض النظر عن كونها تخدم أجندات مثل الفيمسنت والتحرر  في المسلسل، وتلميع عملية الإجهاض وأنه حرية وأمر عادي ، بإظهارها على أن بطلة قوية كونها أجهضت 3 مرات ، و عدم المثليين بشكل مستفز جدا وسيناريو دخيل ولايخدم حتى الحبكة الرئيسية ولا شخصية.

شخصيا مستحيل أشاهد الموسم السادس التي بطلته هذه القمامة و إكتفيت بالخامس الذي بالكد بلعته.


..........

شخصياً المسلسل قدم موسمين ممتعين جدا وتقييمي لأول موسمين 7/10.

أما المواسم من الثالث حتى الخامس تقييمي له 4/10.

مسلسل لا أعتبره حتى ضمن top 5  لأفضل أعمال نيتفليكس فما بالك بمقارنته مع تحف أخرى خارج الشكبة.

وفي الأخير عذرا على الإطالة.

...


 Achraf Lamine
Achraf Lamine Researcher and specialist in legal affairs and judicial disputes. I work to enrich Arabic legal content with accurate and comprehensive articles, aiming to spread legal awareness and promote the rule of law... [More about the site and the author].

إرسال تعليق على: "مسلسل House of Cards: كلام مطول حول المسلسل"