مراجعة أنمي ومانجا قاتل الشياطين
قاتل الشياطين، كإنمي أو كامانجا يُعتبر أحد الأعمال البارزة في هذا الجيل الجديد، مبدإيا القصة مكررة تريليون مرة؛ شياطين أو وحوش تَندرِج تحت صِنف ما و منظمة أو فَيلق يقوم بإبادتها، لا توجد فكرة مُعادة أكثر من هذه الفكرة, و هنا أتى دور الكاتبة التي تعاملت بذكاء، حيث أنها قامت بتقديم هذه الفكرة المكررة على طبق من ذهب، حيث قامت بتقديم الشخصيات كَـ كَيَان واحد مُنفرد و مميز و تبدأ بالتطبيل لها حتى تبتلع الطعم و يقودنا هذا مباشرة إلى النقطة التالية و هي القتالات، فهي تعمل على اللِقاءات أكثر مما تعمل على القتال نفسه, حيث يجمع القتال بين شخصيتيتن قد تم تقديمهما لك من قبل كَـكَيَان واحد و حينها حتى لو كان القتال سيئا لأبعد الحدود فسيظهر لك على أنه قتال جيد فمُخَيّلتك قد تكلفت بالأمر و تَخَيّلت القتال بِأحلى حُلّة ممكنة فأنت قد بَلَعت الطُّعم مُسبقا على أي حال و هنا أقصد الذين تابعوا القصة من جذورها بقراءة المانجا و فهمها فالأوستوديو يقوم بنفخ القتالات لأقصى درجة و كأن حياته تعتمد على ذلك، عموما كانت قتالات من متوسطة إلى جيدة, كما أنها جعلت القصة تجري أحداثها في زمن اليابان القديمة خلال حِقبة التايشو و حقبة الإيدو حيث لا تزال الفنون القتالية و أزياء الكيمونو الياباني و المسايفة بإستعمال سيوف الكاتانا سائدة و مهيمنة بدل أن تتبع المنهج المُعتاد في مثل هذه الأعمال التي تجري أحداثها غالبا في العصر الحديث و المسدسات و المدافع و الذروع..., لذلك أراها قد نجحت في نقل العالم بشكل صحيح ما جعل من قاتل الشياطين يحضى بِأيقونة مميزة, و كبطل للقصة فقد جَلَبَت لك بطل يستطيع أن يشم كل شيء، يشم الروائح و كذلك المشاعر, يشم الحزن، يشم الغضب، يشم الكراهية...،يا رجل حتى كلاب الشرطة لم تحلم يوما بإمتلاك حاسة شم قوية كهذه, أما الجبهة فخلاص و كأنها مصنوعة من معدن الفونجيستون الخالص, و كشخصيات مُساعِدة فقد جَلَبت لك أَوْسم و أجمل شخصية ذكورية في القصة و جعلته يرتدي قِناع خِنزير، و جلبت لك شخصية أقوى من هذا الأخير و أقوى من بطل القصة و جعلته منحرفا أخرق تستيقظ قِواه عندما ينام هو (عِلم المنطق يصرخ في الزاوية)، لا أحاول نفي وجود هذه الشخصية إلا أنه يَتبَين لنا فشل الكاتبة الذريع في خلق شخصية ثنائية أو مزدوجة الشخصية أو الـبـي-بـرسـونــل, وأما من ناحية المواضيع و القِيَم المُعالجة فالعمل تَطَرّق لبعض المواضيع و لكن الكاتِبة تأخذها و تضربها بِعَرض الحائط ثم توظفها لك في القصة؛ كموضوع قيمة الحياة و موضوع الأخوة المضروب؛ شخصيا قد قمت بتجربة قدمت فيها بعض المقاطع لـتانجيرو و نيزوكو لشخص أعرفه لم يُتابع الإنمي ولا المانجا ولا علم له بالقصة فأخبرته أن يحزر الرابطة التي تجمعهما فقال: أظن أنهما مخطوبين عاشقين يُخططان للزاواج فيما بعد، فقلت له أنهما أخوان من نفس الأم و الأب و كاد يَبصُق على وجهي، و أعطيك مثالا آخر بالشيطان العلوي السادس "غيوتارو" و أخته "داكي" تلك العاهرة المنكوحة عقليا، بالفعل الكاتِبة قد اغتصبت مفهوم الأخوة..., و كذلك قد أضافت بعض الأفكار التي كانت بِمتابة توابل لهذه الفكرة البسيطة ما مَيّز قاتل الشياطين عن غيره؛ كالهاشيرا و شخصياتهم المبتكرة و الأقمار بالإضافة أني أعطيعا عشرة من أصل عشرة على فكرة "التنفس" ، فالقِلّة القليلة من الكُتّاب مَن يستطيعون ابتكار تقنية مُوّحَدة للشخصيات و التفنن فيها؛ كالنينجيتسو في ناروتو، فواكه الشيطان في ون بيس، الزامباكتو في بليتش، الستاند في جوجو، الشعلة في ريبورن، الخيمياء في فولميتال، النين في هانتر...إلخ.
قد تعتبرني مُنتقِدا لقاتل الشياطين و ربما العكس و لكن في كِلتا الحالتين فأنا من أشد المعجبين بقاتل الشياطين و بطريقة الكاتِبة الذكية, فهناك كُتّاب يعملون على تطوير الأفكار و تحسينها كهذه الكاتِبة و هناك كُتّاب مثل "كيشيموتو" مؤلف ناروتو الذي يعطي لكل ذي حق حقه، و هناك كُتّاب مثل "توغاشي" مؤلف هانتر الذي يتفرد في صندوقه لوحده، و هناك كُتّاب مثل "تورياما" مؤلف دراغون بول الذي يُسَوي كل شيء بالعضلات، و هناك كُتّاب مثل "أودا" مؤلف ون بيس الذي سيقمعك مهما حاولت أن تجد سلبية في عمله، و هناك كُتاب مثل "وان" مؤلف ون بنش مان الذي ينهي كل شيء بِلَكمة واحدة، و هناك كُتّاب مثل "ميورا" مؤلف بيرزيرك سقف الفن، و هناك كُتّاب مثل "تاتسكي" مؤلف رجل المنشار الذي يخرج عن النهج المُعتاد، و هناك كُتّاب مثل "إيساياما" مؤلف هجوم العمالقة الذي حتى بطل القصة لم يسلم منه.
عموما كـمُشاهد للأنمي و مُكمل للأحداث في المانجا و رغم مشاكلي مع العمل فالنهاية كانت شيء بسيط و في حدود المقبول، و أُنوِّه هذا رأيي في الفترة الحالية.
تعليقات
إرسال تعليق