يوهان ليبرت والدكتور تينما: تناقض وصراع كوني | أنمي مونستر

شخصية يوهان ليبرت في أنمي مونستر

يبدو أن يوهان ليبرت لم يلعب دور الشخصية الشريرة في الأنمي بقدر ما كان عبارة عن تجسيد للمفهوم الواسع للشر كإيديولوجية فلسفية تتسم بالعدمية.

فالتربية والنشوء على الشر كإيديولوجية تدمر شيئا فشيئا إحساس الإنسان بالخير والشر، كما تجرده من عواطفه، وتبدد أحلامه، ومعها ينسى الإنسان إسمه وذوقه، فيكون في عالم قاسي لا يرحم ويرسخ الأفكار العدمية.

فالكاتب من خلال القصة حاول أن يعالج فكرة مهمة مفادها أنه عندما يتم إيقاظ الوحش الموجود في دواخل كل إنسان، فإن الذي يحدث هو أن يتحول الإنسان إلى يوهان، وكلما بحث الإنسان عن إسمه الحقيقي (أو المجرم الحقيقي في القصة)  لا يجد نفسه سوى أمام الوهم.

فالوهم الذي يحيط بالإنسان قد يتخد صورا عديدة؛ فمنه ما هو مرتبط بالذكريات، أو الانتقام من الذين تسببوا في آلامه (لأنهم طميعا أموات لا وجود لهم).

وهكذا في العدم لا أحد يفوز، وحركة الزمن لا تتوقف، ولا يعاقب من تسببوا في الشر، فيكون الشر هو العالَم نفسه.

شخصية الدكتور تينما في أنمي مونستر

ومن جانب آخر مثل الكاتب بالدكتور تينما كشخصية تتسم بالخير المطلق؛ حيث أنه كلما كان في موقف مزدوج بين الخير والشر يرجح كفة الخير، بصرف الننظر عن ما سينتج عن هذا الاختيار من مآسي وعواقب، ويتخد في هذا المنهج وسيلة للتفوق والانتصار على الشر الذي يغزو العالم، وذلك من منطق حقيقة استحالة محاربة الشر بالشر.

إعداد: معاد بن موسى

○ يمكنكم مشاركتنا بآرائكم حول الموضوع في المكان المخصص للتعليقات أسفله.

نرجو أن يكون هذا العمل في منتهى تطلعاتكم.