مانجا بيرسيرك والتفكير الديني: معاداة أم دعم؟

 

من خلال تتبع سلاسل مانجا بيرسيرك يتبين أن بيرسيرك ليس في أية مواجهة مع التفكير الديني، كما أنه لا يتبنى ولا يدعم هذا التفكير.

والمانجا هي في الأساس تناقش موضوعا دينيا يتمثل في: 

• أضرار التعصب الديني 

• استغلال الدين والركوب عليه من أجل قضاء مصلحة أو ارضاء لرغبة أوالغرق في الوهم.

وجوهر هذه الموضوعات المذكورة يعارض فكرة الدين بحد ذاتها.

وهذا هو ما يفسر محتوى المانجا حيث تم إظهار رجال الدين كأشخاص متعصبين متشبتين بمنطق هش ووعي منحط، ويرجع تخلف هؤلاء فكريا إلى سياسة الكنيسة التي تحكم بها السلطة العليا، وليس بسبب الدين ذاته.

تلك السياسة التي تبنتها الأجهزة الحاكمة جعلت الناس ماديين بدرجة خطيرة (ميالين إلى المال) دون أدنى إدراك ولا إحساس بذلك.

وعلى أي فهذا العمل الفني لم يأتي لنصرة الدين أو ترجيح كفته، حيث إنه بالرجوع إلى عالم ميورا لا نجدا أثرا للإله المطلق، وحتى القصة كاملة في منطقها لم تتجه إلى القول بوجود إله من عدمه.

في الحقيقة، هناك العديد من الأشخاص يذهبون إلى القول بأن العمل الفني للمانجا يتجه نحو حسم النقاش حول رأي الكاتب في الديم وتوجهه الديني، لكن هذا الطرح غير صائب، بدعوى أن هذا لا يدخل في الموضوعات الخاصة بالقصة كما أن مناقشته سيكون مجرد حشو مقلق.

ومن بين الشذرات التي تؤسس لقولنا، نجد أن مانغا بيرسيرك تتحدث عن رجال دين يعانون من انخفاض شديد وواضح على مستوى الوعي، إلا أن بعضهم تعالج وتغلب على الأمر، ونجدأ "فارنيزي"  و "الأب في تلك القرية التي انقذها غاتس" و "رفاقه" أفضل مثال على الذين تعالجوا وقاموا بمراجعة فكرية مهمة، حيث منهم من كان لا يؤمن مطلقا بوجود السحر، وتم استدراك الأمر في إطار مراجعاتهم الفكرية.

 

إن تعميق النظر في الرسالة التي أتى بها بيرسيرك يجعلنا نستخلص أن الجانب الروحي (الديني) مهم بالنسبة للإنسان، لكن لا ينبغي أن يكون هذا الجانب فاعلا في جعل الإنسان منغلق على نفسه ويحيط أفكاره الدينية بجدار مقدس كأنها الحقيقة المطلقة دون الانفتاح على الوجود.

كما تبين رسالة بيرسيرك أن الانغلاق الدين يؤدي إلى هدم الجانب المبدع في العقل، فضلا عن كون هذا الانغلاق يعادي فكرة الدين ذاتها.